الثلاثاء، مارس 27، 2007

محبة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم

قال الله تعالى في كتابه العزيز" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم" سورة آل عمران

قال القاضي عياض " فمن اتصف بهذه الصفة ( الإقتداء) فهو كامل المحبة لله و رسوله, و من خالفها في بعض الأمور فهو ناقص المحبة ولا يخرج من اسمها" انتهى كلامه

و قال ابن تيمية " فاتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و شريعته باطنا و ظاهرا هي موجب محبة الله" و يضيف " و كثير ممن يدعي المحبة هو أبعد الناس من غيره عن اتباع السنة وعن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد في سبيل الله" انتهى كلامه

و يربط الاستاذ عبد السلام ياسين محبة رسول الله صلى الله عليه و سلم بحب الله تبارك و تعالى كما يربط محبة آل البيت بمحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم و يستأنس بالحديث الذي أخرجه الترمذي و النسائي عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال" أحبوا الله لما يغدوكم به من النعم, و أحبوني لحب الله , و أحبوا أهل بيتي لحبي" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

كما يستشهد بالحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال" الله الله في أصحابي, الله الله في أصحابي, لا تتخذوهم غرضا من بعدي, فمن أحبهم فبحبي أحبهم, و من أبغضهم فببغضي أبغضهم,و من أذاهم فقد آذاني , و من آذاني فقد آذى الله, و من آذى الله يوشك أن بأخذه"صلى الله عليك وعلى آلك و صحبك و سلم يا سيدي يا رسول الله

كما يربط الأستاذ عبد السلام ياسين محبة رسول الله صلى الله عليه و سلم بمحبة من أحب و صحبة من صحب و يقول في كتابه (تنوير المؤمنات) " يفلح من صحب رسول الله صلى الله عليه و سلم , ومن أحبه, و من صحب من صحب, و من أحب من أحب, و من رأى, و من رأى من رأى, و الخير في الأمة إلى يوم القيامة. روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال" يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام (جماعة) من الناس, فيقولون,هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فيقولون نعم, فيفتح لهم, ثم يأتي على الناس زمان , فيغزو فئام من الناس, فيقال, هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم؟فيقولون نعم, فيفتح لهم, ثم يأتي على الناس زمان, فيغزو فئام من الناس, فيقال, هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فيقولون نعم, فيفتح لهم." و في رواية " هل فيكم من رأى من رأى ؟" و المقصود دائما هذه الصحبة المباركة المتسلسلة بالتلمذة و المجالسة و التزاور و التحاب في الله, و الله يحب الصادقين" انتهى كلام المرشد
اقرأ موضوعا آخر في نفس السياق
ELIMRANI BLOG: الآن يا عمر

الاثنين، مارس 26، 2007

السبت، مارس 24، 2007

الآن يا عمر

أخرج الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال, كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب, فقال عمر, يا رسول الله, لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي, فقال النبي صلى الله عليه و سلم, لا و الذي نفسي بيده, حتى أكون أحب إليك من نفسك, فقال عمر, فإنه الآن, و الله لأنت أحب إلي من نفسي, فقال النبي صلى الله عليه و سلم, الآن يا عمر
هنا فرق العلماء بين محبة الطبع التي يجدها كل مسلم و محبة الإختيار التي تأتي نتيجة التفكر و الإستدلال
قال شيخ الإسلام ابن تيمية, ما من مؤمن إلا و يجد في قلبه للرسول من المحبة ما لا يجده لغيره, حتى إذا سمع محبوبا له من أقاربه و أصدقاءه يسب الرسول هان عليه عداوته و مهاجرته , بل و قتله لحب الرسول, و إن لم يفعل ذلك لم يكن مؤمنا
أما الإمام القرطبي فقال, كل من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة, غير أنهم متفاوتون , فمنهم من أخذ من تلك المحبة بالحظ الأوفى, و منهم من أخذ بالحظ الأدنى
و قال الحافظ ابن حجر في جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم " الآن يا عمر" أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر( أي أنه لا يكفي أن نحبه صلى الله عليه و سلم أكثر من أي شيء إلا أنفسنا إن كنا نتطلع إلى الرتبة العليا , بل يجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا) و الله أعلم
و قال بعض الزهاد, جواب عمر أولا كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالإستدلال أن النبي صلى الله عليه و سلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا و الآخرة
أما القاضي عياض, فقد حمل المحبة في هذا الحديث على التعظيم و الإجلال و جعلها شرطا في صحة الإيمان
و يرى الإمام القرطبي أن اعتقاد الأعظمية ليس مستلزما للمحبة, إذ قد يجد الإنسان إعظام شيء مع خلوه من محبته, فعلى هذا , من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه
و يورد ابن حجر في هذا الموضوع على أن هذه المحبة ليست باعتقاد الأعظمية فقط, فإنها حاصلة لعمر رضي الله عنه قبل ذلك. و يضيف أن هذه المحبة تعرف بالتفكر, فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان, علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي , و علم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الإنتفاعات و فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره, لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره, و لكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار ذلك و الغفلة عنها
اقرأ موضوعا آخر في نفس السياق

الأربعاء، مارس 14، 2007

الصحبة و المصحوب

المحبة و الاحترام و الثناء في حـدود الشريعـة هو ما يليـق بالصالحيـن من هذه الامة أحياء و أمواتا ( مع الحذر من بدع القبور و تأليه البشر) ثم إن هذه المحبة و الإحترام و الثنـاء قربة الى الله لـقول الله عز و جل معلما إيانا الأدب مع أحباءه و ملقـنـا إيانا صيغـة الدعـاء لأحبـاءه " ربنا اغـفر لنا و لإخوانـنا الذين سبقونا بالإيـمان و لا تجعـل في قلوبنا غلا للذين آمـنوا ربنا إنك رؤوف رحيـم " الحشر آية 10
إلا أن هذه المحبة ينبغي أن تكون حافـزا لنا على اتبـاع نهجهم و اللحـاق بهم , و إلا فهي و إن أثمرت ثوابا فلن تثمر تجديدا لإيمان المحب
إلا أننا نجد من الناس من يحب الصالحين و يحترمهم و لكن مع الإعتقاد أنه لا ولي لله في عصره , هؤلاء يحرمون ثمرة صحبة الصالحين
أما المؤمن الصادق الجاد في الإقبال على ربه ,فينفعه الله تعالى أول ما ينفعه بصحبة رجل صالح ,ولي مرشد , يقيضه له و يقذف في قلبه حبه , و متى كان المصحوب وليا لله حقا و الصاحب صادقا في طلب وجه ربه , ظهرت ثمرة الصحبة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " و قال الامام عبد القادر الجيلاني قدس الله سره " اصحب أرباب القلوب ليكون لك قلب ,لا بد لك من شيخ حكيم عامل بحكم الله عز و جل يهذبك و يعلمك و ينصحك" عن الفتح الرباني

الأربعاء، مارس 07، 2007

سنة الله في خلقه




روى البيهقي عن جامع بن شداد قال , حدثني رجل يقال له طارق بن عبد الله قال " إني لقائم بسوق المجاز إذ أقبل رجل عليه جبة له و هو يقول ’ يا أيها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا’ , و رجل يتبعه يرميه بالحجارة و يقول ’ يا أيها الناس لا تصدقوه فإنه كذاب
فقلت " من هذا؟" فقالوا هذا رجل من بني هاشم يزعم أنه رسول الله , قال , قلت ’من هذا الذي يفعل به هذا؟’ قالوا ’هذاعمه عبد العزى

السبت، مارس 03، 2007

شعبة العلم

علم الحق النافع في الدنيا و الآخرة هو ما جاءنا من الكتاب و السنة, و العلوم الكونية الارضية نافعة ان استعملت لإبطال الباطل و إحقاق الحق. كما أن علم الحق بمعزل عن العلوم الارضية و حكمة الامم يبقينا في أعين غيرنا أصحاب نظريات و اساطير
علم الحق النافع هو ما جاءنا من الكتاب و السنة , إلا أن هذا العلم يصبح بالجهل أشبه إن عمدنا الى الكتاب و السنة نستنطقهما بذهنية لم تستكمل وسائل العلم , ذهنية تنظر الى الماضي بحنين و محبة حتى اذا دعيت لمواجهة الحاضر و تخطيط مستقبل الاسلام, انكفأت عن كآبة الحاضر و شره , و انغلق فهم التاريخ عليها فلعنت و استعاذت بالله و بررت بلعنتها الانزواء
علم الحق النافع هو ما جاءنا من الكتاب و السنة الا ان هذا العلم يصبح شرا حين تصبح النصوص سلاحا لتكفير المسلمين و اهدار دماءهم وتشتيت الامة
علم الحق النافع هو ما جاءنا من الكتاب و السنة ,الا ان هذا العلم يصبح عين الانسلاخ من آيات الله حين يرضي عالم السوء الناس بما يسخط الله تعالى, يريد ما عند الناس لا ما عند الله فتزل قدمه,فلا ينتبه الا و قد اصبح لعبة للشيطان و العياذ بالله
ليس العلم النافع ما تكدست فيه النقول و قل الفهم و انتكست الارادة. قال الامام مالك رحمه الله" ليس العلم بكثرة الرواية انما العلم نور يضعه الله في القلب" و روى الامام احمد عن ابي جحيفة قال" سألنا عليا رضي الله عنه ,هل عندكم (يعني آل البيت) من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء بعد القرآن؟ قال, لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة , الا فهم يؤتيه
الله عز و جل رجلا في القرآن
عن" المنهاج النبوي" بتصرف

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة