الأربعاء، أغسطس 29، 2007

المقاطعون للانتخابات المغربية.. المشاركة رهان خاسر




الرباط - عادل نجدي- عيون المشاهد /27-8-2007
========================

مع اقتراب الانتخابات التشريعية والتي يرى الكثيرون أنها ستكون حاسمة في رسم خريطة سياسية جديدة في المغرب، تعيش الأحزاب المغربية بمختلف تلويناتها حمى الانتخابات وتتسابق من أجل الظفر بأصوات الناخبين التي ستجعلها في صدر المشهد الحزبي.
بيد أن المثير، هو أنه في الوقت الذي ينشغل فيه ما يربو عن 34 حزبا سياسيا برسم خرائط طرق موصلة إلى قبة البرلمان، اختارت فعاليات إسلامية ويسارية وأمازيغية مقاطعة الانتخابات وشحذ همم مريديها من أجل تحقيق ذلك، بعد أن لم تجد في "اللعبة الانتخابية" ما يغريهم بها.
وفيما تتوجه الأنظار إلى حزب العدالة والتنمية، الذي تبشره استطلاعات الرأي الأمريكية بالفوز بما يناهز 47 % من أصوات الناخبين ولا يخفي قادته طموحهم بتولي حكومة ما بعد انتخابات سبتمبر/ أيلول ، تبقى جماعة العدل والإحسان التي تعد أكبر تنظيم إسلامي بالمغرب، مصرة على رفض المشاركة في اللعبة الانتخابية.
ويقول عبد الواحد المتوكل، الأمين العام للدائرة السياسية للجماعة، في تصريحات ل"الوطن العربي":" إننا في العدل والإحسان لا نكترث بهذا العبث إطلاقا وحتى الدعوة إلى مقاطعة هذه الانتخابات هو شرف لها لا تستحقه منا. لذلك نحن نعتبرها عدما ووقتنا أثمن من أن نضيعه في الانشغال فيما لا يفيد وفيما أصبح غالبية المغاربة لا يكترثون به ولا يثقون فيه ولا يأملون منه أي شيء".
ويتميز موقف الجماعة، التي شكلت على مدى السنوات الأخيرة قوة سياسية لا يستهان بها، من الانتخابات المتلاحقة التي عرفها المغرب، بالرفض والمقاطعة في ظل ما تسميه بالشروط القائمة، ولم يسبق أن شاركت في أي انتخابات تشريعية، سواء من خلال لوائح حزبية أو عن طريق المستقلين.
ويبدو، أن للجماعة المحظورة في ما درجت عليه من مقاطعة مآرب أخرى. فدعوة أتباعها إلى رفض التسجيل في اللوائح الانتخابية والتعبئة للمقاطعة خلال الاقتراع، برأي متابعين، رهان استراتيجي تروم من وراءه سحب المشروعية من النظام من جهة، ومن جهة أخرى الانتصار على خصومها السياسيين )إسلاميي الانتخابات (خاصة وأنها تعتبر إدماج جزء من الإسلاميين في اللعبة الانتخابية تكتيكا من المخزن لامتصاص الجماعة المعارضة ووضعها بين خيارين: العزلة أو الاندماج في قواعد اللعبة. من هنا ترى الجماعة في انخفاض نسب المشاركة في يوم الاقتراع انتصارا على تكتيك المخزن وعلى منافسها حزب العدالة والتنمية.
وبالنسبة لأمين العام للدائرة السياسية، التي تشكل حسب المتتبعين حزبا احتياطيا لجماعة عبد السلام ياسين، فإن الحديث عن الانتخابات في المغرب في ظل الظروف الراهنة التي يتحكم فيها المخزن في الشاذة والفاذة، هو تسمية للأشياء بغير مسمياتها الحقيقية على حد تعبيره. ويتابع موضحا موقف جماعته :" عن أي انتخابات يتحدثون؟ وهل تتوفر على أدنى الشروط المطلوبة حتى تحظى بشرف ذلك الاسم؟ هل يمكن أن نتحدث عن انتخابات والكل يعلم أن كل الإجراءات قد اتُّخذت من أجل التحكم الكامل في نتائجها، من التقطيع الانتخابي إلى إعلان النتائج ومرورا بالقوانين والحملات الانتخابية وانتهاء بطبيعة المؤسسات التي ستفرزها؟ هل يمكن أن نتحدث عن انتخابات حقيقية إذا كان بعض المسؤولين قد صرح علنا بأنه لن تكون هناك مفاجآت وأن أقوى حزب لا يمكن –نظرا للميكانيزمات المتخذة- أن يحصل على أكثر من 25% من الأصوات؟ فهذا يدل دلالة واضحة على أن الخريطة السياسية قد تم إعدادها مسبقا بإحكام وأنها ستكون مفتتة كما كانت، إن لم تكن أشد، لتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للسلطات المخزنية الحاكمة، ولتبقى المؤسسات التي ستفرزها هذه الانتخابات مجرد أشباح لا حول لها ولا قوة ولا لون ولا طعم


إقرأ المزيد

الثلاثاء، أغسطس 21، 2007

شباب مغاربة "يسرقون" اللقمة من فم البحر




المغرب- عادل إقليعي– عيون المشاهد/16-8-2007 ______________
على شاطيء "مارتيل"، الذي تحيط به الجبال
الخلابة شمال المغرب – حوالي 300 كلم عن الرباط- حركة غير عادية، منهم من يمشي حافي القدمين، ومنهم من لايكل من الصياح، ومنهم من عينيه تكاد تذبل من شدة الانتظار.. إن هؤلاء لم يأتوا للشاطيء لكي يستجموا، وإنما جاؤوا – ومنهم من قدم من مدن بعيدة وسط المغرب- وكلهم أمل أن يحظوا بدراهم تساعدهم على خوض الحياة بما يسد الرمق.
إنهم شباب في مقتبل العمر، غالبهم ممن لازال يتابع دراسته، "محمد أبو عمار" ليس شابا فلسطينيا وإنما مغربي عمره 17 سنة ، قدم إلى شاطيء مارتيل من مدينة سطات –حوالي 450 كلم عن مارتيل- لكي يساعد والديه على إعانة نفسه في الدخول المدرسي المقبل، حيث يكتري بمعية 3 شباب آخرين غرفة بحوالي 150 درهما –15 دولار – لليوم الواحد. محمد رغم ان يومه لايجود عليه برخاء وفير مقارنة مع الجهد الذي يبذله طيلة اليوم في بيع حلوى الكاوكاو المعسل، فإنه في تصريح لعيون المشاهد أبدى رضاه بقسيمته والابتسامة لاتكاد تفارقه.
ومنهم أطفال أيضا ممن تخلوا مبكرا بغير إرادتهم عن أحلام الصبا، وعوض ان يلعبوا ويركضوا فوق الرمال ويصنعون منها قصورا والعابا في مثل هذا الوقت من السنة، وجدوا أنفسهم يمشون فوقها وهم يصيحون بأعلى قوتهم :"بيني سخون".... "كوجاك"... "مسكة فليو"... "طونكو".. "جرائد".. "كاوكاو سخون"... وغيرها من لائحة الحلويات والمبيعات التي يمتهنها هؤلاء الأطفال فوق رمال الشواطيء المغربية..
هؤلاء الباعة عندما يتعبون من المشي بين خيام المصطافين، فإنهم يكتفون بجلسات قصيرة فيما بينهم يتبادلون فيها طرائف اليوم، علهم يبعدون عنهم شبح اليأس والانهزام.
تجد أعينهم بين الفينة والأخرى على مرمى ماء البحر، حيث الأمواج القصيرة تسلب افئدتهم، لكنهم سرعان ما يستبعدون الغوص فيه استجماما، ويفضلون أن يفوزوا من زواره بدراهم معدودة.
بالإضافة إلى هؤلاء الباعة هناك شباب يقدمون خدمات بمقابل على الشاطيء، كذلك الجمال الذي يذهب ويجيء والكل يتبعه بنظراته وخاصة الأطفال الذين يطلبون من ابائهم الفوز بركوب محفوف بالمغامرة فوق ظهر الجمل..وآخرون يحملون اكياسا لتنظيف الشاطيء مما قد يسقط فوق الرمال من بقايا الطعام والحلويات..
عندما تحاول أن تغمض عينيك لتفوز بلحظة استرخاء، فإن صوتين فقط لايمكنك أن تتجاهلهما وأنت على شاطيء مارتيل؛ صراخ الأطفال والمبتدئين ممن ترعشهم لطمات الموج عند أول دخول لهم للسباحة، وصراخ الباعة الذين يطلبون رزقهم ولايملون، كأنهم يعبرون عن عزيمة لاتقهر كعزيمة تلك الأمواج وهي تتقاذف حتى تصل للبر.
وغير بعيد عن شاطيء البحر هناك أيضا حركة تجارية كثيفة ابطالها نساء وشباب المنطقة في الغالب أو القرى المجاورة، الذين يحملون معهم الفواكه الطرية المختلفة ليبيعوها للزوار الذين استوطنوا المدينة لأيام معدودة وسيرحلون بعدها.
إنهم ليسوا سوى باحثون عن لقمة العيش يسرقونها من فم البحر، كم يتمنوا ان تطول إلى أن يقضي الله لهم خيرا منها.
منقول من موقع إسلام أون لاين

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة