روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال: "كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعال نؤمن ساعة! فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله! ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة!".
الثلاثاء، مارس 23، 2010
السبت، مارس 06، 2010
المدون البشير حزام في حوار مع موقع جماعة العدل و الاحسان
حاوره بتغجيجت: محمد القاديري
جرت بمنطقة تغجيجت إقليم كلميم احتجاجات طلابية في بداية دجنبر الماضي، تلاها تدخل أمني عنيف أسفر عن اعتقال المدون البشير حزام وبعض الطلبة ومسير نادي الانترنت.
حكم عليهم بمدد حبسية وغرامات متفاوتة، كما عرف ملفهم مواكبة إعلامية خاصة.
نستضيف المدون البشير حزام في هذا الحوار بعد خروجه من السجن ليتحدث عن طبيعة الأحداث التي وقعت وحيثيات الاعتقال والمحاكمة وظروف السجن وأجواء الخروج منه.
سؤال:
بداية أشكر الأخ المدون البشير حزام وعائلته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وأبدأ بالسؤال الافتتاحي من هو البشير حزام؟
جواب:
أشكر الطاقم المشرف على موقع جماعة العدل والإحسان aljamaa.com وأتمنى لهم دوام التوفيق والتألق. أنا البشير حزام من مواليد 1982 بتغجيجت تلقيت تعليمي الابتدائي والإعدادي بهذه المنطقة، ثم السنة الأولى والثانية ثانوي ببويزكارن حصلت على الباكالوريا سنة 2002 بتغجيجت، التحقت بعدها بكلية الشريعة بأيت ملول – أكادير تخرجت منها حاصلا على الإجازة في الشريعة والقانون سنة 2008.
سؤال:
ما هي اهتماماتكم في هذه المرحلة؟
جواب:
انخرطت مبكرا في العمل الجمعوي ضمن أنشطة الجمعيات المحلية وانخرطت في الأنشطة التلاميذية ثم الأنشطة الطلابية في صفوف فصيل طلبة العدل والإحسان.
سؤال:
لماذا التدوين الإلكتروني؟
جواب:
اكتشفت عالم التدوين الإلكتروني عندما كنت طالبا حيث اطلعت على مقالات ومحاضرات أحد أساتذتي نشرها بمدونته الشخصية فبحثت عن كيفية إنشاء مدونة خاصة وهذا ما تمكنت منه على اعتبار أن ذلك متاح لكل شخص يتعامل مع شبكة الإنترنت مجانا. فأنشأت مدونتي الخاصة سميتها مدونة "البشرى" كواجهة إعلامية لنشر أفكاري وآرائي، كما أردت أن أتواصل عبرها مع باقي المدونين نظرا لما تتيحه هذه الوسيلة من حرية نسبية في التعبير والسرعة في التواصل والإفلات من كثير من الرقابة المفروضة على باقي وسائل الإعلام الأخرى.
سؤال:
لم تعرف الأحداث التي جرت بتغجيجت إلا بعد اعتقالكم فكان الزخم الإعلامي الذي واكب اعتقالكم أكثر من تغطية الأحداث فما الذي جرى بتغجيجت؟
جواب:
باختصار نظم الطلبة المنحدرون من تغجيجت وقفة احتجاجية سلمية يطالبون فيها بمطالب عادية وبسيطة مثل النقل، المنح الدراسية، الخزانة، دعم البنيات التحتية بالمنطقة: دور الشباب، المكتبات العمومية دعم بحوث الطلبة وغيرها من المطالب الاجتماعية التي يطالب بها باقي سكان المغرب.
سؤال:
هل كانت هذه الاحتجاجات طلابية ثم تبناها المجتمع بعد ذلك أم أنها طلابية محضة؟
جواب:
كانت في بدايتها طلابية صرفة لكن بعد التدخل الأمني العنيف وتعرض الكثير من أبناء تغجيجت للضرب المبرح والرفس ومختلف أنواع الإهانة أمام مرأى ذويهم وأقاربهم وتحت أنظار كل ساكنة تغجيجت. تحولت هذه الاحتجاجات إلى شأن محلي يهم كل ساكنة تغجيجت التي استنكرت عنف قوات الأمن والتفت حول الطلبة وساندتهم.
سؤال:
مادامت هذه الأحداث سلمية ومطالبكم معقولة ما الداعي إلى الإفراط في العنف من قبل السلطة؟
جواب:
هذا هو السؤال الذي حير سكان تغجيجت، فالوقفة الاحتجاجية كانت سلمية ورفعت فيها شعارات مسؤولة وتم تطويقها من قبل رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة فانهالوا على المحتجين بالرفس والضرب وسائر أنواع العنف والقمع أمام مرأى ذويهم فطبيعي أن تصدر بعض ردود الفعل البسيطة التي لا ترقى إلى مستوى عنف رجال السلطة.
سؤال:
جواب:
لا يمكن الجزم بذلك، كل ما رشح من معلومات من أعوان السلطة أن هذه الأخيرة وضعت لوائح لكل النشطاء وكل الموجودين بهذه الوقفة الاحتجاجية.
سؤال:
هل تم اعتقالكم إبان الأحداث أم بعد انتهاء الاحتجاجات؟
جواب:
تم اعتقال ثلاث طلبة في ذلك اليوم 01/12/2009 بعد الوقفة الاحتجاجية السلمية، ومسير نادي الإنترنت تم اعتقاله في اليوم الرابع من الأحداث بعد اقتحام ناديه من طرف الدرك وحجز ما فيه من المعدات الإلكترونية. كما تعرض بدوره عند اعتقاله لأبشع صنوف التعذيب والإهانة، أما أنا فقد استدعيت بعد ذلك من قبل مركز الضابطة القضائية بكلميم.
سؤال:
بعد استجابتكم لاستدعاء الضابطة القضائية على ماذا كان التركيز أثناء الاستنطاق؟
جواب:
في البداية كان التركيز على بيان الطلبة المحتجين الذي نشرته بمدونتي الخاصة ثم سألوني عن مشاركتي في هذه الأحداث، وهو ما نفيته بالمطلق لأنني فعلا لم أصل إلى مكان الاحتجاجات إلا بعد فض الوقفة الاحتجاجية بالعنف في ذلك اليوم و لم أشارك فيها. وحاول المحقق استدراجي إلى الاعتراف بالمشاركة في الأحداث تارة بالسب والاستفزاز وتارة بأسئلة ملغومة، كما سألوا عن مقال قديم نشرته حول الانتخابات السابقة بعنوان: "الوعود الانتخابية حقيقة أم خيال" وركزوا كثيرا على عبارة وردت في المقال كتبت فيها "يجب على كل الغيورين الالتفاف على ميثاق وطني يحدد معالم النظام السياسي" فوقفوا كثيرا على معنى "النظام السياسي" فكان جوابي أن هذا الميثاق هو ما فتأت جماعة العدل والإحسان التي أنتمي إليها تدعو إليه منذ سنوات وطبيعة النظام السياسي الذي تنشده هو الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة كما تبشر بها الأحاديث النبوية، وأدبيات الجماعة في هذا الشأن معروفة ومنشورة ولا غبار عليها. وسألوا كثيرا على بعض مواقف الجماعة وآرائها السياسية ومن الأسئلة المضحكة التي طرحت علي "من ترشح أن يكون خليفة للمسلمين؟"
سؤال:
هل حاولوا أثناء الاستنطاق ربط انتماءك لجماعة العدل والإحسان بأحداث تغجيجت؟
جواب:
أبدا، لأنهم يعلمون جيدا مواقف الجماعة واحتجاجات تغجيجت طلابية صرفة لم يكن لي ولا للجماعة يد فيها.
سؤال:
من خلال سيرورة التحقيق هل لامست تغيرا في أسلوب تعامل المحققين بعد أن عرفوا أنك عضو من جماعة العدل والإحسان؟
جواب:
لم ألاحظ ذلك إنما في البداية حاول أحد المحققين استفزازي بالسب والشتم وأساليب الإهانة خاصة عندما لاحظ إصراري على عدم المشاركة فيها لأن هذا هو الواقع. فتدخل محقق آخر وقال لصاحبه إن أعضاء جماعة العدل والإحسان نشيطون وصادقون ولا يكذبون فيما يقولون فكف المحقق الأول بعد ذلك عن أسلوب الاستفزاز وسلك مسلك الحوار الهادئ.
سؤال:
بعد حضور الجلسة الأولى بالمحكمة الابتدائية بكلميم ماذا كنتم تتوقعون؟
جواب:
في الحقيقة بعد الاستنطاق وتقديمي لوكيل الملك كنت أتوقع كل شيء خاصة أن هناك تناقض كبير بين ما صرحت به في محاضر الضابطة القضائية ولائحة الاتهام التي تضم المشاركة في التجمهر المسلح وهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم واستعمال العنف في حقهم وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة والتحريض على التمييز العنصري والكراهية والعنف ونشر معلومات من شأنها أن تسيء إلى سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان.
فمن جهة نفيت المشاركة في الأحداث الاحتجاجية والبيان الذي نشرته بمدونتي عادي ولغته بسيطة يضم مطالب الطلبة وليس فيه ما يمس بأحد من رموز السلطة، فكنت أتوقع تبرئتي وإخلاء سبيلي. كذلك قامت هيئة الدفاع مشكورة بعمل جبار تمكن السادة المحامون من دحض ادعاءات النيابة العامة ولم يبق في نظرنا ما يدعو إلى الزج بنا في السجن وسياق المحاكمة كله يسير في اتجاه الحكم ببراءتنا.
سؤال:
هل فاجأكم الحكم الصادر في حقكم؟
جواب:
نعم فوجئنا به كما فوجئت هيئة الدفاع فخرجنا مقتنعين أن المحكمة تعاملت مع الملف سياسيا والأحكام الصادرة في حقنا كما يبدو لم تكن بناء على حيثيات المحاضر بل وفق منطق آخر نجهله.
سؤال:
هل تريد السلطة إيصال رسالة ما إلى ساكنة تغجيجت عبر هذه الأحكام؟
جواب:
أكيد فالتدخل الأمني العنيف وأجواء الاعتقال وطبيعة التهم والمحاكمات والأحكام بالسجن والغرامات كان الهدف منها إخماد نضالات سكان تغجيجت ومحاولة تخويف الطلبة المناضلين وكافة نشطاء المجتمع المدني لثنيهم عن مواصلة النضال والاحتجاج، وهكذا تتعامل السلطة دائما مع نضالات الساكنة إذا عجزت عن الاستجابة لمطالبهم أو محاورتهم فتلجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد.
سؤال:
بعد الحكم الابتدائي تم نقلكم إلى سجن تزنيت حوالي 150 كلم عن كلميم ما هي ظروفكم بهذا السجن؟
جواب:
وضعيتنا بسجن تزنيت مزرية فقد حشرونا مع سجناء الحق العام في زنازين جد مكتظة إلى درجة أنني كنت أنام بجانب باب الغرفة على الأرض في غياب الأسرة قبالة الباب مباشرة، فأضطر إلى جمع أغراضي عند الدخول والخروج باستمرار وهذا جد مزعج. فطالبنا إدارة السجن بجمعنا نحن معتقلي تغجيجت باعتبارنا سجناء رأي في مكان واحد، وطالبنا كذلك بمدنا باللوازم الضرورية: بطانية وسرير على الأقل. وأمهلنا المسؤولين عن السجن مدة معينة وعندما لم يستجيبوا لمطالبنا أصدرنا بيانا يشير إلى وضعيتنا نشر بوسائل الإعلام خاصة الإلكترونية. وبعد ذلك تحاورنا مع بعض المسؤولين لمدة يومين وتمت الاستجابة لبعض مطالبنا فجمعونا في زنزانة وإن كان فيها سجناء آخرين، وحصلنا على الأسرة أما الوجبات الغذائية التي تقدم للسجناء فيأنف من أكلها الحيوان ما بالك بالإنسان واضطررنا لإعداد الوجبات بأنفسنا والاستغناء عن وجبات السجن.
سؤال:
بعد تأجيل الجلسة الاستئنافية الأولى كيف مرت محاكمة الاستئناف الثانية يوم 08/02/2010؟
جواب:
تأجلت الجلسة الاستئنافية الأولى التي انعقدت يوم 18/01/2010 بسبب ارتباط بعض المعتقلين بالامتحانات فعرفت الجلسة الاستئنافية يوم 08/02/2010 حضورا إعلاميا واسعا وهيأة دفاع مكونة من أكثر من ثلاثين محاميا من مختلف الهيئات بالمغرب بالإضافة إلى عائلاتنا وبعض الأصدقاء والمدونين ونشطاء حقوقيين فضلا عن بعض إخواني في جماعة العدل والإحسان.
وركزت هيئة الدفاع في دفوعاتها الشكلية على براءتنا من المنسوب إلينا وقام السادة المحامون كما في السابق بمرافعات متقنة استطاعوا من خلالها تفنيد كل التهم الموجهة ضدنا، وكشفوا عن تناقضات وخروقات شابت محاضر الضابطة القضائية، كما أن النيابة العامة عجزت عن إثبات هذه التهم بأدلة واضحة وقانونية، فكان انطباعنا وانطباع هيئة الدفاع وكل الحاضرين هو الحكم ببراءتنا قبل النطق به من قبل هيئة المحكمة. لكن فوجئنا كما في السابق بإصرار هيئة المحكمة على إدانتنا وإن تم تخفيض مدة السجن بالنسبة لي من أربعة أشهر إلى شهرين والآخرين من ستة أشهر إلى شهرين وعبد الله بوكفو مسير نادي الانترنت من سنة إلى ثمانية أشهر. وهي أحكام جد قاسية بالنظر إلى حيثيات ملفنا وليس هناك أي سند واقعي ولا قانوني للتهم التي وجهت إلينا.
سؤال:
ما وقع حكم الاستئناف عليكم بعد النطق به؟
جواب:
كان مفاجأة خصوصا أننا كنا متأكدين من براءتنا. وبقدر فرحتنا بمعانقة الحرية لأن السجن رهيب ولو كان يوما واحدا فهي فرحة ناقصة لأننا خلفنا وراءنا سجناء آخرين وراء القضبان لن تكتمل الفرحة إلا بعد خروجهم جميعا.
سؤال:
من المعروف أن السجناء الآخرين لهم انتماءات تنظيمية مختلفة ومرجعيات فكرية متباينة: يسار وأمازيغيون وأنت من العدل والإحسان. هل شكل السجن مناسبة للحوار وتبادل وجهات النظر بينكم؟
جواب:
نعم، رغم ما أشرت إليه من اختلاف المشارب الفكرية فقد تشكلت فيما بيننا وشائج الألفة والمودة والتضامن ولم نحس أننا مختلفين، نعم جرت بيننا في بعض الأحيان نقاشات تبادلنا خلالها وجهات النظر في الهموم المشتركة وقضايا منطقتنا ولم يكن اختلاف المرجعيات الفكرية يمنع من تفاهمنا وتضامننا، وأعتقد أنهم خرجوا بانطباعات جيدة عن الإسلاميين وجماعة العدل والإحسان على وجه الخصوص، خاصة أنني كنت أنصت إليهم كثيرا وأتفادى الخوض في تفاصيل القضايا الخاصة جدا فكنت أركز أكثر على ما يجمعنا وليس ما يخص كل طرف لوحده. فالمعتقلون خاصة اليساريون اندهشوا لما لامسوه من التقارب الحاصل بيننا فربما الكثير من الحواجز التي يتصورونها كانت نفسية بالدرجة الأولى وليست واقعية. فبالنقاش الهادئ تتضح الرؤى والمواقف، فإن لم يكن للسجن فضل فهذه مزية كبيرة.
سؤال:
حظيتم بباب السجن بعد خروجكم باستقبال كبير وبمنطقتكم تغجيجت ما هو شعوركم إبان ذلك؟
جواب:
حقيقة كان الاستقبال رائعا بهرني كثيرا خاصة أنني وجدت بباب السجن إخواني من جماعة العدل والإحسان ووسائل الإعلام وبعض المحامين فضلا عن إخواني وأصدقائي، أما بمنطقة تغجيجت فحفاوة الاستقبال ليست غريبة لما بين الناس من أواصر القربى والجوار فعندما يحل مكروه بأحد يسارع كافة الناس إلى مواساته والتضامن معه. وبوادينا مازالت فيها قيم التضامن والمواساة حية وقوية. فلامست في عموم الناس مظاهر الحفاوة والفرحة الغامرة، أعجز حقيقة عن وصف مشاعري أو التعبير عما أكنه لهم ولعائلتي من الحب والتقدير.
سؤال:
هل هذا يجعلكم أكثر إصرارا على الاستمرارية على هذا المنوال؟
جواب:
فرحة الناس لدى استقبالهم لي لها أكثر من دلالة جعلتني أحس بواجب المسؤولية تجاههم على الأقل اجتماعيا وجعلتني أكثر عزما على المواصلة في درب مناصرة قضايا المستضعفين والتعبير عن همومهم بما توفر لدي من إمكانيات على قلتها.
سؤال:
كيف ترون ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير بالمغرب في زمن التدوين والتضامن الإلكترونيين؟
جواب:
بناء على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية فوضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير في تقهقر وتراجع والدليل على ذلك محاكمة المدونين ورجال الصحافة وإقبار الجرائد والمجلات.
والتدوين الإلكتروني شكل من أشكال حرية التعبير وهذا الشكل المنفلت نسبيا من القيود والرقابة يتطور باستمرار، مما يتيح للجميع المساهمة في تنمية الوطن كل من موقعه. والزخم الإعلامي الذي يثيره المدونون داخليا وخارجيا حول القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من شأنه أن يشكل ضغطا كبيرا على السلطات المعنية ويلزمها على احترام هذه الحقوق. من جهة أخرى يتيح الاتصال عبر الانترنت داخليا وخارجيا فرصا كبيرة للتواصل والتضامن، فلقد ساندني الكثير من المدونين عبر الانترنت داخليا وخارجيا ولم يحصل التعارف معهم إلا أثناء هذه المحنة.
وهذا الجانب الإيجابي للتدوين الإلكتروني يدعوني قبل أي وقت مضى إلى تطوير تجربتي في هذا الميدان، لما يتيحه من التواصل اللامحدود للاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الأفكار معهم، شريطة أن يكون هذا التدوين مسؤولا ينضبط لأخلاق الحوار الجاد و احترام خصوصيات الآخرين. فأنا أدعو من هذا الباب كافة الشباب إلى الاستفادة من تقنيات هذا المجال الفسيح لإبراز مؤهلاتهم ومواهبهم والتعبير عن طموحهم وتطلعاتهم.
فالتدوين الإلكتروني المسؤول لا شك سيساهم في نشر ثقافة حقوق الإنسان والحد من محاولة المس بها من أي طرف كان. فكل الذين تضامنوا معي بناء على أنني اعتقلت بسبب نشر أفكاري إنما يتضامنون مع مبدأ احترام حرية الرأي والتعبير.
سؤال:
هل تعرضت العائلة الوالد والإخوة لمضايقات في الفترة التي قضيتها في الاعتقال؟
جواب:
تم استدعاء والدي وسألوه عن إخوتي أين يوجدون؟ أين يعملون؟ وأسئلة من هذا القبيل وبالنسبة لشخص في مثل سن والدي فمجرد الاستدعاء يشكل مضايقة فضلا عن السؤال. كما لامست أن أشخاص يراقبون بيتي بعد خروجي من السجن يراقبون الزوار الذين جاؤوا لتهنئتنا و يقومون بتسجيل أرقام السيارات التي زارتنا في بيتنا وهذا ليس غريبا في مغربنا الحبيب.
سؤال:
في الختام، ما هي الدروس التي استخلصتموها من مدرسة السجن؟
جواب:
أولا، قناعاتي راسخة والمبادئ التي أومن بها وتربيت عليها لا يمكن للسجن أو القمع أن يغيرها بل ازددت إيمانا بها وقوة على التمسك بها والدفاع عنها. من جهة أخرى مكنتني هذه المحنة/المنحة من تواصل شاسع مع المدونين ورجال الإعلام وعموم المناضلين محليا ووطنيا ودوليا. كما أن اعتقالنا ومحاكمتنا أثار الانتباه إلى حقوقنا ومطالب منطقتنا تغجيجت التي تعاني كغيرها من بوادي المغرب من التهميش والإقصاء والحرمان.
سؤال:
كلمة أخيرة الأخ البشير حزام.
جواب:
في الأخير أود من خلال هذا المنبر الإعلامي الأصيل أن أتقدم بالشكر والعرفان لكل من ساندني خلال هذه المحنة: كل أفراد عائلتي وكافة الأهل والأصدقاء عموم سكان تغجيجت وإخواني في جماعة العدل والإحسان الذين غمروني بموفور احتضانهم منذ اليوم الأول من ولوجي السجن. والسادة المحامون أعضاء هيئة الدفاع وجمعية المدونين وكافة المدونين مغاربة وأجانب ورجال الإعلام والصحافة والنشطاء الحقوقيين وأخص بالذكر المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي أصدر بيانا على أعلى مستوى لمساندتنا.
تاريخ النشر: الخميس 4 مارس/آذار 2010
منقول من موقع جماعة العدل و الاحسان