الجمعة، ديسمبر 11، 2009

أطلقوا سراح المدون : البشير عزام

http://www.facebook.com/group.php?gid=197635778350

الاثنين، ديسمبر 07، 2009

بيوت المستضعفين تهدم في مدينة مرتيل, المغرب

تعرض للاعتقال في مستهل هذا اليوم 7/12/2009 الصحفي محمد بنعيسى من قبل السلطات الأمنية بمدينة مرثيل وذلك أثناء قيامه بتصوير مسيرة احتجاجية لأكثر من 400 عائلة تنديدا بعملية هدم بيوتهم التي تقوم بها السلطات المحلية بحي " الديزا" منذ ثلاثة أيام والتي أسفرت لحد الساعة عن هدم حوالي 100 بيت من أصل 400.
وحسب مصادر متطابقة من عين المكان فإن الحي المذكور بني بطريقة عشوائية قبل 12 سنة وتم تزويده فيما بعد بالماء والكهرباء بعد قيام البلدية بمنح ساكنة الحي تصريحا بالسكن، وقد باشرت السلطات قرار الهدم دون إخبار مسبق للسكان أو منحهم فرصة للبحث عن بدائل للإقامة.
وتجدر الإشارة إلى أن الصحفي محمد بنعيسى هو مدير نشر جريدة كواليس الجهوية ورئيس رابطة صحافيي الساحل ومنسق جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بمرتيل.

الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

العشر من ذي الحجة ..........أفضل الأعمال في أفضل الأوقات


العشر من ذي الحجة
أفضل الأعمال في أفضل الأوقات

بقلم : الأستاذ عمر أحرشان

من حكم الله عز وجل أن جعل العبادات تتفاضل بينها باختلاف الزمان والمكان، فجعل صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ، والصلاة في المسجد الحرام تفضلهما، وجعل سبحانه وتعالى شهر رمضان خير الشهور كلها، والعشر الأواخر منه أفضل من سابقاته، واختص ليلة من هاته العشر الأواخر فجعلها خيرا من ألف شهر تتنزل الملائكة والروح فيها بإذنه سبحانه وتعالى.

ومن مشيئة الله تعالى أن جعل الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وبرتابة مملة لعلمه أن القلوب تمل، فجعل سبحانه التغيير سمة لازمة لحياة الإنسان حتى لا يطمئن إلى حال، وحتى لا يستلذ مكانا دون آخر، وحتى يشعر بأنه عابر سبيل، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" رواه الإمام الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

لذلك جعل الله تعالى الأيام دولا "وتلك الأيام نداولها بين الناس" (آل عمران، 140) فشرع لعباده أياما يروحون فيها عن أنفسهم بعد استغراق في العبادة فكان عيد الفطر بعد رمضان، وعيد الأضحى بعد الحج، وقال صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر" رواه مسلم، وأعطانا صلى الله عليه وسلم من نفسه القدوة، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما فإنه يوم عيد"، كما وصانا سبحانه وتعالى بالاجتهاد في الطاعات في أوقات معينة مثل العشر الأواخر من رمضان حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها، فقد روى الإمام أحمد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان "إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر وأيقظ نساءه".

وكالثلث الأخير من الليل حيث ينزل ربنا سبحانه إلى السماء الدنيا، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" وبهذا كان صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر وأعبدهم يقوم الليل ولا يتركه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقد روى البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان يقول "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم  أو تنتفخ- قدماه فيقال له فيقول "ألا أكون عبدا شكورا"".

وكالعشر الأول من ذي الحجة حيث يتقرب فيها العباد إلى الله تعالى بكل أنواع القربات من صلاة وصيام وصدقة وأضحية وحج، وقد أقسم بها الله تعالى في قوله "والفجر وليال عشر" وأوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام  يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنه. وبين صلى الله عليه وسلم فضلها على ما دونها حيث قال "في أيام العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم". رواه البيهقي والأصبهاني، وعن الأوزاعي رضي الله عنه قال: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختصر امرؤ بشهادة" رواه البيهقي.

لهذا يتضح أن فوائد هذه الأيام المباركات كثيرة فالله تعالى أقسم بها، وسماها الأيام المعلومات، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل الأيام، وحث على فعل الخير فيها، وأمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وفيها يوم التروية اليوم الثامن وهو من الأيام الفاضلة، وفيها يوم عرفة اليوم التاسع، وفيها ليلة شريفة ليلة المزدلفة وهي ليلة عيد النحر، وفيها الحج الأكبر، وفيها الأضحية التي هي من معالم الملة الإبراهيمية والشريعة المحمدية. فأنعم بها من أيام.

قد يستهين أحدهم بفضائل الأعمال في فضائل الأوقات معتبرا ذلك من النوافل وذلك لا حديث معه، لأنه لا هم له و"من أصبح وهمه غير الله فليس من الله" رواه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولا همة عنده "والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم" (الواقعة، 11)، ولا خبر عنده بأن الإكثار من النوافل هو باب الوصول إلى محبة الله عز وجل "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري.

اللهم ارزقنا محبتك ومحبة كل من ينفعنا حبه عندك، ومحبة كل عمل يقربنا إلى حبك. آمين.

تاريخ النشر: الثلاثاء 17 نونبر/تشرين الثاني 2009


منقول من موقع جماعة العدل و الإحسان بالمغرب


الثلاثاء، نوفمبر 03، 2009

ولبثوا في السجن سنين...


في فاتح نونبر عام 1991 تم اعتقال اثني عشر من الفصيل الطلابي لجماعة العدل والإحسان بتهمة لم تثبت، ثم أدينوا بعشرين سنة حبسا نافذا في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كانت تنعدم فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة.

وحتى يعلم من لا يعلم، فإن ذلك الحكم الجائر قد جاء بعد فشل المفاوضات بل المساومات مع الأستاذ المرشد حفظه الله الذي كان تحت الحصار وأعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان الذين كانوا آنذاك رهن الاعتقال بسجن سلا. وبذلك يتأكد أن ذلك الحكم الثقيل لا علاقة له بالتهم المنسوبة إلى الطلبة الإثني عشر، وإنما كان وراءه قرار سياسي جبان، وانتقام أسود من الجماعة التي رفضت الرضوخ لإملاءات النظام ومساوماته الرامية إلى الإدماج والتدجين. ثم جاءت مناسبات أعلن فيها رسميا عن نية زعموا أنها صادقة لطي صفحة الماضي الكئيبة، وإنهاء الاعتقال السياسي. وقد تم بالفعل الإفراج عن المساجين السياسيين وأعيد لهم الاعتبار، لكن الاستثناء كان من نصيب الإخوة الإثني عشر، علما بأن قضيتهم تنطبق عليها كل المعايير المطلوبة لتسويتها، وتزيد بما يتمتع به أصحابها من خلق إسلامي رفيع، يشهد به كل من عرفهم عن كثب من حراس السجن ونزلائه، فضلا عما حصلوه من علوم وتكوين رصين. كل ذلك كان يقضي أن يكونوا في مقدمة من أطلق سراحهم وأنهيت محنتهم. لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ليتأكد مرة أخرى الموقف العدائي الرسمي من الجماعة، وينكشف زيف الشعارات المرفوعة، كما تكسرت أيضا مصداقية بعض الحقوقيين الذين يزعمون أنهم يناهضون الاعتقال السياسي دونما تمييز وأيا كانت توجهات ضحاياه.

ولبث الإخوة في السجن سنين طوالا تعرضوا خلالها لمضايقات متواصلة كان القصد منها إضعاف إرادتهم وترويضهم لكي يتنكروا لمبادئهم ويعترفوا بالمنسوب إليهم ليبرئوا بذلك ساحة من دبر ومكر، ويتحملوا وحدهم وبغير وجه حق وزر ما وقع، وليبقى طلب العفو هو المخرج الوحيد لإنهاء محنتهم.

لكن الإخوة آثروا وبكامل وعيهم العزة وإن كانت دونها محنة على مخرج الذلة والهوان، والثبات على الموقف على الاستجداء والاستخذاء، ورفضوا في إباء عروض سدنة الطغيان ولسانُ حالهم يقول ما حكاه القرآن على لسان يوسف الصديق عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ﴿ قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه﴾ . فصرف الله عز وجل عنهم كيدهم ومكرهم، وثبتهم ورزقهم في محنتهم منحا ظاهرة كثيرة.

وقد حولوا معتقلهم إلى خلوة للعبادة والتبتل والاستظلال بظلال القرآن. وأتم أكثرهم حفظ كتاب الله، وتفقهوا فيه، وخصصوا جزءا من أوقاتهم للتحصيل العلمي وتفوقوا فيه تفوقا ملحوظا. فمنهم من حصل على شهادة الدكتوراه، ومنهم من نال أكثر من إجازة وفي أكثر من تخصص. ولله المنة والفضل.


منقول من موقع جماعة العدل و الإحسان


الجمعة، سبتمبر 04، 2009

كيف أكون عدلا؟

بسم الله الرحمان الرحيم

قال الله تعالى في كتابه العزيز:

" وَ ضَربَ الله مَثلا رَجليْنِ أحدُهُما أبكمُ لا يقدرُ على شيءٍ و هُوَ كَلٌّ على مولاه أينما يوجههّ لا يات بخير هل يستو هُوَ و مَن يامُرُ بالعَدْلِ و هُوَ على صِراطِ مُستقيـــــمٍ "


يضرب الله تبارك و تعالى لنا مثلا في هذه الآية الكريمة بنوعين من الناس, أحدهما العاجز الذي لا يخدم نفسه و بالأحرى الآخرين, و هو بذلك يشكل عالة على الآخرين و على المجتمع ككل, أما الآخر فهو عدل و على صراط مستقيم و هو عكس الأول, أينما وجهته يأت بخير.

أن يكون المرء عدلا يعني أن يكون إنسانا فعالا, و الفعالية هي قدرة الإنسان على استعمال وسائله الأولية و الذاتية لاستخراج أقصى ما يمكن استخراجه من النتائج. و يعتبر الدكتور جودت سعيد العدل مفهوما أشمل من الفعالية لان الإنسان العدل يسخر طاقاته الذاتية دائما في الحق, أي أنه يجمع بين الفعالية و الحق. أما العجز فيعرفه الدكتور باللافعالية أو السلبية أو التخلف, و الشخص العاجز هو عبء على المجتمع . و" الكَََلّ" مفهوم أشمل من العاجز لان الكَل بالإضافة إلى عجزه هو عبءٌ على مولاه.

صفات الإنسان الفعال

الإنسان العدل هو إنسان فعال في الخير, متطور, ذا قدرة تأثيرية على الآخرين, كما أنه يتمتع بثقة عالية بنفسه, ثقة مستمدة من إيمانه بالله و يقينه بمبادئه, و بمشروعه, كما أن الفعالية تصبح صفة ملازمة له في جميع الأحوال, فهو إنسان يقدس الوقت و ينظمه تنظيما فهو حكيم في إنفاق وقته الثمين, و هو كذلك مع المال و مع الجهد و مع كل النعم التي سخرها الله لنا لننفق منها ," و مما رزقناهم ينفقون", و من صفات الإنسان العدل أيضا أنه مستعد دائما لتصحيح أخطاءه و تغيير آراءه إذا اقتنع بخلافها, و هو كذلك حريص على الاستفادةِ مما يتعلمه و تبليغِه.

نماذج راقية

خير ما نستدل به و نتعلم من هديه حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم, هل كان إنسانا عدلا فعالا , أم كان كلا عاجزا؟ أستغفر الله العظيم من قولها و كتابتها, بأبي هو و أمي, كم أوذي في الله من أجل أن يبلغ الرسالة التي أمر بتبليغها, و كم تحمل الأمانة على ثـقـلها, حتى بلغها كاملة غير منقوصة , " ألا هل بلغت, اللهم فاشهد ", اللهم اجزه عنا خير ما جزيت به نبيا عن أمته.

و ماذا لو توقفنا عند سيرة الصحابة و الصحابيات الكرام؟ هؤلاء الأشخاص الذين تربوا في حضن المدرسة النبوية, هل نجد مشهدا من مشاهد العجز و الضعف ؟ لا و الله, لو كانوا كذلك ما وصلوا لما وصلوا إليه , و لما تحول مجتمعهم من مجتمع جاهلي قبلي متخلف إلى مجتمع إسلامي متمدن فعال و منتج للمعارف و العلوم بعد ذلك. و لنا في قصة الصحابي الجليل ربعي بن عامر عبرة, لما سأله رستم الفارسي عن سبب مجيء المسلمين إلى الفرس فقال لهم:" إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام." و حين استمهله أياما ليبعث الرسائل و يستشير في هذا الأمر لم يمهلهم إلا ثلاثة أيام. تأملوا فاعلية هذا الرجل !

و هذه أسماء بنت يزيد الأنصارية, خطيبة النساء, تجمع تساؤلات النساء و تهممهن و تذهب وافدة إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام و هو في مجلس علمه و الرجال حوله, لم تتردد, قامت و ألقت خطبتها و كان جائزتها بشارة من رسول الله لها و لجميع النساء, و لقبت بذلك ب"وافدة النساء" .و هذه أسماء بنت أبي بكر , ذات النطاقين, و سيدتنا عائشة العالمة المحدثة, و هؤلاء الكاملات آسية و مريم و فاطمة و خديجة , هل كن عاجزات محمولات أم كن فاعلات حاملات ؟

أعود إلى الفعالية و أقول, إذا كانت الفعالية هي استخراج الوسائل و الإمكانات الذاتية التي بداخلنا و توظيفها لاستخراج أقصى ما يمكن من النتائج, فلنقتحم عقبات نفوسنا و لنستخرج الطاقات التي وهبنا الله تعالى و لنستعملها من أجل تغير أنفسنا أولا, و تغيير مجتمعاتنا إلى الأصلح , و لننال الأجر و الثواب عند الله تعالى :" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

المراجع:

1/" الإنسان حين يكون كََلاًّ و حين يكون عَدْلاً" د. جودت سعيد

2/" ثقتك ينفسك" د. إبراهيم الفقي

3/الإصابة في تمييز الصحابة –" البداية و النهاية" تاريخ الطبري

السبت، يوليو 18، 2009

قضية وحوار مع الأستاذ عبد الواحد المتوكل


قام برنامج قضية و حوار على قناة الحوار باستضافة الأستاذ عبد الواحد المتوكل، الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان في المغرب في حلقة حول موضوع:
جماعة العدل والإحسان والأزمة مع السلطة
إعداد وتقديم: جمال أحمد

السبت، يونيو 13، 2009

حقائق الانتخابات


ودعنا أمس الحملة الانتخابية على وقع سلوكات منفرة للمواطنين حيث عمد أغلب المرشحين إلى رمي الآلاف من الأوراق في الشوارع في خطوة مناقضة لوعودهم بتنظيفها والحفاظ على البيئة. وهذه أولى البشائر !!!
وها نحن نستقبل يوم الاقتراع بفتور تام وبرودة شديدة حيث لم تستطع الحملات الدعائية للدولة والتعديلات القانونية والتنظيمية للحكومة وجولات المرشحين والوعود الانتخابية جذب اهتمام المواطنين وجرهم للإدلاء بأصواتهم. وهذه أصبحت لازمة لكل استحقاق انتخابي تتزايد حدتها بوتيرة متسارعة اقتراعا بعد آخر. وهذا مؤشر على أن الدولة وأتباعها في واد والشعب في واد آخر، وللأسف فالهوة سحيقة بينهما وكذلك الانتظارات.
ستعلن النتائج لنكتشف الحقيقة المرة، وستسعى الأقلام المأجورة وألسنة السوء لقراءتها بشكل يخدم مصالح السلطة، سيتكلمون مرة أخرى عن مسؤولية الأحزاب وخطاب التيئيس، وسيقولون بأن نسبة المشاركة تضاهي ما يتحقق في الدولة المتقدمة وأن هذه النسبة حقيقية عكس النسب المرتفعة التي كانت تعلن في السابق أيام التزوير الفاضح على عهد إدريس البصري.
ونحن من جهتنا من حقنا أن نشكك حتى في تلك النسبة الهزيلة التي تشارك لأننا نفتقد آلية قانونية وتنظيمية لمراقبة سير العملية الانتخابية، ولأن ضمن هذه النسبة العامة عشرات الآلاف من البطائق الملغاة، وضمنها كذلك من شارك تحت ضغط بعض رجال السلطة الذين يشترطون على المواطنين الإدلاء بصوتهم مقابل حصولهم على وثائق إدارية، وضمنهم كذلك من صوت مقابل مبلغ مالي أو امتياز إداري أو قرابة عائلية.
لذلك نقترح وجوب تحليل سوسيولوجي لهذه الظاهرة الانتخابية في بلادنا وسنتقدم أكثر لو درسنا فقط تلك البطائق الملغاة لأنها على الأقل، تعبر عن أكبر رأي ضمن المصوتين. فهل تمتلك السلطة الجرأة لذلك؟ وهل تمتلك الشجاعة لإنجاز دراسة ميدانية عن أسباب عزوف المواطنين؟ نشك في ذلك.
ستنتهي الانتخابات وينتهي معها أسبوع العسل وسيعود المواطنون لمعاناتهم اليومية مع النقل العمومي الرديء والأسعار المرتفعة وغلاء المعيشة والطرقات المحفَّرة والأوساخ المنتشرة وما إلى ذلك من الكوارث الجاثمة على الصدور والتي لا تترك للمغاربة فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير في المستقبل.
ستنتهي الانتخابات لتبدأ حلقة أخرى من الفساد السياسي وهي التي تتعلق بتشكيل الأغلبية.. فللأسف نمط الاقتراع المعمول به –عن سبق إصرار- لا يفضي إلا إلى بلقنة سياسية وأقليات عددية تحتاج إلى تحالفات غير طبيعية لتشكيل الأغلبية، وهذا سيفتح الباب على مصراعيه لعملية البيع والشراء وسترتفع أسهم البورصة الانتخابية في زمن تشكو فيه البورصة الاقتصادية من الركود نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم يفلحوا في التغطية عليها .. وسلام على تخليق الحياة العامة.
وبعد ذلك ستستفيق المجالس المنتخبة على وقع الحقائق المرعبة وحينها ستتبخر الوعود وسيكتشف الجميع أنه تحت سلطة وصاية شاملة ومتشددة، قبل وأثناء وبعد عمل المجلس.
حينها سيكتشف المنتخَبون والمنتخِبون والمقاطِعون أن لا شيء تغير وأن لا صوت يعلو على صوت المخزن الغارق في المركزية والتسلط.
إنها حقائق الانتخابات المغربية نقولها ونحن كارهون. ورحم الله امرؤا أهدى إلي عيوبي.

منقول من موقع جماعة العدل و الإحسان

الأربعاء، أبريل 29، 2009

فاتح ماي.. مرة أخرى

يحتفل العالم بذكرى فاتح ماي، وهي مناسبة لاستعراض أوضاع فئة من المجتمع لا يمكن إنكار دورها وأهمية ما تقوم به لأنها عنوان حيوية ودينامية أي مجتمع.
تحل ذكرى فاتح ماي في المغرب هذه السنة على وقع إضرابات تتزايد سنة بعد أخرى في مؤسسات مختلفة سواء في القطاع العمومي أو الخاص أو شبه العمومي، مما يؤكد وجود توتر اجتماعي وسوء علاقة بين فئتين في المجتمع -الباطرونا والأجراء-، ولا نعتقد بأن ثمة أفقا للمغرب بدون إعادة النظر في هذه العلاقة لتبنى على أساس الشراكة والتعاون وخدمة مصلحة البلاد والعباد.
وتحل ذكرى فاتح ماي على وقع حوار اجتماعي يستهلك الوقت والجهد دون طائل، لا يعرف له آخر لأنه لم يتمأسس ولم تتضح بعد أهدافه الحقيقية، وتوظفه الحكومة، فقط، لامتصاص الغضب وربح الوقت والظهور بمظهر الطرف المحاور والمنفتح على اقتراحات النقابات. ولكن الحصيلة: جعجعة بلا طحن، وغلاء المعيشة والتوترات الاجتماعية خير مثال.
وتحل ذكرى فاتح ماي على وقع تشرذم نقابي يسهم في إضعاف قوة النقابات والعمال ولا يخدم إلا فئة أخرى حددت هدفها بدقة وأجمعت كلمتها ورصت صفوفها، ويتضح هذا من خلال النتائج التي نعيشها يوما بعد آخر ولحظة بعد أخرى، مما يبرز الحاجة إلى جبهة نقابية موحدة لتعديل كفة ميزان القوى لفائدة الفئة المهضومة الحقوق.
باختصار، يحل فاتح ماي هذه السنة بدون طعم ولا رائحة، وبدون أمل ولا طموح.. وها نحن نخسر سنة أخرى تنضاف إلى عقود ضيعناها بفعل سياسات فاشلة واختيارات خاطئة وسوء تدبير.. ووحدها الطبقة المسحوقة تدفع الثمن.
لذلك نقول: أيها المستضعفون اتحدوا...أيها المسؤولون راجعوا سياساتكم قبل فوات الأوان.
منقول من موقع جماعة العدل و الإحسان

الاثنين، فبراير 16، 2009

رواد الشواطئ في فصل الشتاء



من منا لا يعشق الجلوس أمام البحر و النظر إلى هذا المخلوق الشاسع العريض الذي يثير إحساسا بالارتياح حينا و بالرهبة حينا آخر, و قد يسرح العقل و يغيب في حالة تفكر في هذا العالم المائي الكبير و في عظمة خالقه سبحانه,حقا هي لحظات قد لا نشعر بمرور الزمن أثناءها و قد لا يوقظك و يرجعك إلى نفسك إلا ضحكة طفل من هنا أو صرخة طفلة من هناك , أطفال صغار يضحكون و يلهون, مرتدين معاطفهم و لباسهم الشتوي, مصحوبون بعائلاتهم , أسَر استغلت توقف الأمطار و دفئ الشمس المؤقت حتى تروح عن نفسها و عن أبناءها, خاصة مع قلة - إن لم نقل انعدام- الفضاءات المخصصة للأطفال في مدينتنا السياحية الجميلة, و أنا لن أذكر منطقة بالتحديد لأنني على يقين أن ما رأيته و لاحظته ليس حكرا على منطقة دون أخرى.

إلا أن هذا الجو الدافئ سرعان ما يتغير مع اقتراب غروب الشمس, إذ سرعان ما يتسلل إلى الشاطئ شبان و شابات يتمشون على شاطئ البحر أزواجا, مشيتهم- كل ما أستطيع القول عنها أنها- ينقصها الكثير من الحياء , لا حياء من الخَلق و لا حياء من الخالق عز وجل, و ما خفي أعظم. و مما يزيد المشهد أسى و تحسرا هو وضع بعضهن خِرقاتٍ على رؤوسهن, يتشبهن بزي المتحجبات مع أن لباسهن و هيئتهن لا تتجلى فيها شروط الزيّ الشرعي للمؤمنة, بل إن هيئتهن و لباسهن بعيدان كل البعد عن اللباس المحتشم , كما أنني سمعت أن ما يحدث بعد الغروب أدهي و أمر, حفظ الله بناتنا و جميع بنات المسلمين.

أتساءل من الجاني و من الضحية؟ ما الذي أوصل بناتنا و أبناءنا إلى ما أصبحوا عليه؟ ماذا فعلنا نحن حتى أوصلناهم لذلك؟ و ماذا فعلنا لحمايتهم منه و لصدهم عن هذا السبيل؟ من الذي يشجع الفساد في بلدنا الحبيب؟ و من الذي يريد و يعمل من أجل أن يصل فلذات أكبادنا إلى هذه الدركات؟ أين أنت؟ و أين أنا؟ بل أين نحن من نصر الله تعالى الموعود؟ و متى نكون أهلا لهذا الفتح المحتوم ؟ أين نحن- لله دركم- من القدس الشريف؟

حسبنا الله و نعم الوكيل

أسأل الله تبارك و تعالى أن يحفظنا و يحفظ أبناءنا و جميع أبناء المسلمين من كل سوء, و أن يهدينا و يهديهم سواء السبيل, اللهم ردّ بخَلقِك إليك ردّا جميلا يا ربّ.

الاثنين، فبراير 02، 2009

غزة: حين يكون الموت حياة للكلمة والمبدأ

الموضوع منقول من موقع "أخوات الآخرة" , و أشير إلى أن جميع مواقع جماعة العدل و الاحسان محجوبة في مغربنا الحبيب منذ 17/01/2009

ذة.لطيفة علوش 29 يناير 2009

الموت قدر محتوم، والكل يجهل الكيفية التي يتجرع بها ذلك الكأس، ﺇﺫ تتنوع الأساليب التي يلاقي الإنسان بها حتفه׃ ﺇما هدما أو حرقا أو خنقا أو بحادثة سير أو باعتداء من أحد أو بفعل يده عند تمرده على القدر... والأسهل من ﺫلك كما يعتقد البعض أن تقبض روحه على فراشه. لكن الأجمل من ﺫلك كله أن يختار الإنسان الموت بكرامة على أن يحيى حياة اﻠﺫل والهوان. فمتى يكون الموت حياة للكلمة والمبدأ؟.

قل باسم رب الغلام ثم اقتلني
من منا لا يقرأ سورة البروج ولا يعلم سبب نزولها وﺇنّ في سبب نزولها لعبرة، كما هي العبرة من صمود سكان غزة وثباتهم. فقد اختار الغلام علم الكتاب، وأصبح بارعا فيه، في حين كان الملك يريد منه أن يصبح ساحرا ليتولى منصب الساحر الذي أشرف على الموت. ولما اختار الغلام طريق الحق، عاداه الملك وحاول قتله مرارا وتكرارا؛ لكن عند كل محاولة قتل كان الغلام الموقن بتأييد الله ونصرته له يردد«اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت.» فيتعذر على الملك قتله. ولما أراد الغلام أن يعتنق سكان تلك المنطقة مبادئه السامية، ويتخلصوا من عبادة الملك آثر الموت لتحيى كلماته، وتنتشر. فقال للملك׃ إن أردت قتلي فاجمع الناس في صعيد واحد، وخذ السهم وقل بصوت عال باسم رب الغلام، ثم سدد ضربتك نحو صدري حينها سأموت. وبالفعل ھﺫا ما قام به الملك فاستشهد الغلام؛ لكن صاح الجمع قائلين׃ آمنا برب الغلام. فأصبحت كلماته حية تسري في أوصال سكان البلدة، حررتهم وأعطتهم إرادة قوية مكنتهم من الصمود والثبات في وجه الجلاد الطاغية الذي حفر الأخاديد وأشعل فيها النيران وأحرق كل من آمن برب الغلام. رب غلام ﺫلك الزمان هو رب حماس غزة في زماننا، والكلمة الحرة الصادقة لها ثمن كان سيد قطب رحمه الله يقول׃«أعمالنا دمى لاتسري فيها الحياة إلا بدمائنا.» فرب دم طاهر يضخ دماء جديدة في شرايين الأمة التي كاد قلبها يتوقف عن النبض.


لو قتلتم الآلاف منا لن تقتلوا روح الإرادة فينا
ھﺫه العبارة يرددها سكان غزة كل يوم من بدء القصف عليهم، يرددونها قولا وفعلا. فأنت حين ترى أطفالا تقطع أطرافهم، وتمزق أحشاؤهم، ويذهب نور بصرهم، وتشوه خلقتهم بأسلحة الفسفور الأبيض المحظور دوليا- واﻠﺫي لازال قيد التجربة- وترى الشباب في مقتبل العمر تتناثر أجسادهم هنا وهناك، والحوامل تبقر بطونهم، والشيوخ الضعاف تهدم بيوتهم عليهم. ترى شعبا أعزلا يحارب برا وبحرا وجوا بقذائف الهاون وبأحدث أنواع الأسلحة وأخطرها. ومع ﺫلك تجدهم صابرين صامدين لا يتأففون ولا يلقون باللوم على حما س كما يفعل بعض القادة العرب الدين يتحدثون من بروجهم العاجية وكراسيهم الناعمة.

فأنت حين تراهم تنحني إجلالا وإكبارا لشموخ هممهم وعلو قدرهم. فهم وإن ماتوا بتلك الطريقة البشعة فهم أحياء عند ربهم يرزقون. كما أنهم يحيون فينا معنى الانتماء للإسلام، ومعنى حياة الكرامة والعزة التي أرادها لنا رب العالمين، وعبر عنها الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه بقوله׃«جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام».

وبالمقابل فإنك تستصغر كل حقير يقبل أيدي الشياطين ويركن إليهم في السر؛ ويعلن نصرته للإسلام والمسلمين وقد قال عنه الحق عز وجل« و ﺇﺫا لقوا اﻠﺫين آمنوا قالوا آمنا وﺇﺫا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون»(1) يبيع آخرته وعزته بفتات موائد اللئام، فيعيش مهانا ويموت مهانا، يعيش خائفا حذرا من أن يفتضح أمره، وتنكشف موبقاته التي نال بها رضا الطغاة. قال تعالى «يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يوفكون»(2)؛ ويموت ملعونا ملطخا بدماء الشهداء. فليعلم هؤلاء أن الذنب لاينسى والدين لايبلى والديان لايموت اعمل ما شئت كما تدين تدان.

فاللهم تقبل من إخوتنا في غزة صبرهم وأيّدْهم بنصرك المبين، وارفع مقام شهدائهم إلى عِلّيين. وأحْي بدمائهم ضمائرنا وقلوبنا لنهب قائمين نقض عرش كل جبار لعين، ونقوض صولجان كل مستكبر عنيد. آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

---------------------------------------------------------------------------------
(1) البقرة׃13-14
(2) المنافقون׃ 4

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة