الاثنين، يونيو 04، 2007

المرأة المسلمة بين خيارين عسيرين

تعرف مجتمعاتنا أعرافا و تقاليد و عادات لا تتناسب مع تعاليم ديننا وأحكامه و مع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم في جميع مناحي حياتنا خاصة فيما يتعلق بالأسرة و بالتحديد وضعية المرأة. ففي مواجهة النظرة الغربية لتحرير المرأة , اجتهد فقهاؤنا غفر الله لنا ولهم في أسر المرأة في بيتها مدى الحياة ما عدى فرصتين كاملتين للخروج الأولى إلى بيت زوجها و الثانية إلى قبرها. فانتهت بها الحال إلى وضع لا يرضي الله ورسوله، فالمرأة حرمت من كل حقوقها بل حتى من حقها في معرفة الله عز وجل وتعلم دينها. فإذا رجعنا إلى عهد النبوة و الخلافة الراشدة نجد المرأة في المساجد ومع جيش المسلمين تؤازره ونجد المرأة سيدة أعمال لها تجارتها و رأسمالها الخاص , و نجد المرأة صاحبة أول مدرسة في الإسلام في عهد النبوة, ونجد المرأة المكلفة بالحسبة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و نجد المرأة الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر, فالمرأة مكانها إلى جانب الرجل في كل مناحي الحياة يكمل بعضهما بعضا من أجل بناء أمة المسلمين
إلا أنه جاء المتأخرون فمنعوا إماء الله مساجد الله. كما منعوهن من التعليم والمعرفة، فالمرأة أصبحت لا تدخل مدرسة ولا يؤخذ رأيها في زواج. ، لا ثقافة ولا عبادة وهي التي تربي الأجيال القادمة، فكيف تربي أبناءنا و تساهم في النهوض بالأمة و هي حبيسة جاهلة و كم مهمل؟
فالمرأة في واقعنا اليوم تجد نفسها بين خيارين أفضلهما مر كطعم العلقم , فكلاهما يسلبها كرامتها التي أنعم الله تبارك و تعالى بها عليها و يحول دون قيامها بالدور الذي خصها الله تبارك و تعالى به في النهوض بالأمة, فلها أن تختار بين الحبيسة المهملة و بين المنفتحة على النموذج الغربي و المقتدية به, و نلاحظ في مجتمعنا أنها لا ترسى على مرسى قار في خيارها لأن كلا الخيارين لا يتماشى و لا يتناسب مع الفطرة التي جبلها الله تعالى عليها, فتختار أن تبقى حبيسة الأعراف و العادات و التراث الموروث , و هي في نفس الوقت تتطلع إلى التفتح على النموذج الغربي , النافذة الوحيدة المعروضة عليها لاستنشاق نفس الحياة
ما أقترحه على أختي الحبيبة هو الرجوع إلى نموذج الصحابيات الكريمات , النساء اللاتي تربين في حضن المدرسة النبوية و استنشقن عبير الصحبة , نطلع على سيرهن و نتدارس تجربتهن في الحياة الخاصة و في مساهمتهن في النهوض بالأمة

إنما صلاحهن (1) , يقول الاستاذ عبد السلام ياسين, باستيحاء النموذج النبوي الصحي و تنفس عبيره و تجديد أجواءه و الانغراس في بيئة إيمانية تجدد ذلك النموذج روحا و سلوكا و علما و اتباعا و اعتصاما
===========
===========
(1)كتاب " تنوير المؤمنات " ج 2 , ص 131 -

هناك 8 تعليقات:

  1. غير معرف5/6/07 21:05

    شكرا أختي بشارة هذا هو النموذج الفعلي للمرأة لا إفراط و لا تفريط
    http://empereur20.maktoobblog.com

    ردحذف
  2. أشكرك أخي الكريم على مرورك الطيب, نحن في أمس الحاجة رجالا ونساء إلى الرجوع إلى قدم المنبر النبوي الشريف و التتلمذ في المدرسة النبوية كما تتلمذ الصحابة الكرام من قبلنا
    رعاك الله

    ردحذف
  3. غير معرف7/6/07 13:33

    لم تجد المراة حريتها و كرامتها الا في ظل الاسلام و تعاليمه .
    و في العهد النبوي و عهد الخلفاء عاشت المراة ازهى ايامها

    ردحذف
  4. حتى أوضح كلامك أخي مستبشر, أنت طبعا تقصد عهد الخلفاء الراشدين ,حتى لا يلتبس الأمر على القارئ الذي لم يطلع بعد على الفرق بين الخلافة و الملك
    شكرا على مرورك و على التعليق
    أفادك الله و أفاد بك

    ردحذف
  5. غير معرف9/6/07 12:19

    شكرا للتنبيه بالفعل اقصد عهد الخلافة الراشدة.
    اما بالنسبة لتعليقك حول رسالة الاخ عبد العلي المسؤول الى الاستاد فريد الانصاري ففي موقع www.chihab.net
    ملف كامل عن كتاب الاخطاء الستة منها مقال للاستاد عبد العلي ينتقد فيه المؤلف بنفس اسلوب الاستاد بوعود ثم رسالة من الاستاد المؤلف الى الاخ المسؤول فرد هدا الاخير بهدا الاسلوب النبوي الجميل و الراءع .

    ارجو ان تتطلعي على الملف و فيه كدلك جديد الاستاد الانصاري و هو يرد على الفقيه الريسوني و يوضح له اسباب تاليفه للكتاب .

    ردحذف
  6. أخي مستبشر جزاك الله خيرا على هذه الافادة, لقد زرت الموقع و اطلعت على الملف
    نرجو أن يرتقي علماؤنا في خطاب بعضهم بعضا إلى مستوى الائمة , فإذا رجعنا إلى أدبهم و توقيرهم المتبادل رغم الاختلاف , ارتقى الأكابر آنذاك إلى مقام الأكابر و كانوا لنا مربين و معلمين , أما إذا دارت رحى الانتصار للنفس بين العلماء,و خدمة أهداف غير وجه الله , فبمن يقتدي الضعاف

    ردحذف
  7. غير معرف28/6/07 22:55

    بشارة مرحبا بك

    يسعدني أختي بشارة أن ألفت انتباهكم إلى أنه قد وقع الإختيار على إدراجكم (المرأة المسلمة بين خيارين عسيرين
    ) لنشره على موقع مجلة المُدوّن نظرا لمضمونه المفيد والمثير
    لا أدري هل تسمح الحقوق بأن نقوم كذلك بنشر بعض المقالات في زاوية - من المدونات
    موعد نشر الإدراج العدد الأول باب: المدون : ب- الإسلامي

    سعيد أومرزوك
    مدير تحرير مجلة المُدوّن

    ردحذف
  8. يسعدني أخي الكريم أن يتم اختيار إدراجاتي للعرض في مجلتكم
    و لكن أرجو أن يتم ذكر المصدر
    أعانكم الله

    ردحذف

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة