الثلاثاء، أغسطس 21، 2007

شباب مغاربة "يسرقون" اللقمة من فم البحر




المغرب- عادل إقليعي– عيون المشاهد/16-8-2007 ______________
على شاطيء "مارتيل"، الذي تحيط به الجبال
الخلابة شمال المغرب – حوالي 300 كلم عن الرباط- حركة غير عادية، منهم من يمشي حافي القدمين، ومنهم من لايكل من الصياح، ومنهم من عينيه تكاد تذبل من شدة الانتظار.. إن هؤلاء لم يأتوا للشاطيء لكي يستجموا، وإنما جاؤوا – ومنهم من قدم من مدن بعيدة وسط المغرب- وكلهم أمل أن يحظوا بدراهم تساعدهم على خوض الحياة بما يسد الرمق.
إنهم شباب في مقتبل العمر، غالبهم ممن لازال يتابع دراسته، "محمد أبو عمار" ليس شابا فلسطينيا وإنما مغربي عمره 17 سنة ، قدم إلى شاطيء مارتيل من مدينة سطات –حوالي 450 كلم عن مارتيل- لكي يساعد والديه على إعانة نفسه في الدخول المدرسي المقبل، حيث يكتري بمعية 3 شباب آخرين غرفة بحوالي 150 درهما –15 دولار – لليوم الواحد. محمد رغم ان يومه لايجود عليه برخاء وفير مقارنة مع الجهد الذي يبذله طيلة اليوم في بيع حلوى الكاوكاو المعسل، فإنه في تصريح لعيون المشاهد أبدى رضاه بقسيمته والابتسامة لاتكاد تفارقه.
ومنهم أطفال أيضا ممن تخلوا مبكرا بغير إرادتهم عن أحلام الصبا، وعوض ان يلعبوا ويركضوا فوق الرمال ويصنعون منها قصورا والعابا في مثل هذا الوقت من السنة، وجدوا أنفسهم يمشون فوقها وهم يصيحون بأعلى قوتهم :"بيني سخون".... "كوجاك"... "مسكة فليو"... "طونكو".. "جرائد".. "كاوكاو سخون"... وغيرها من لائحة الحلويات والمبيعات التي يمتهنها هؤلاء الأطفال فوق رمال الشواطيء المغربية..
هؤلاء الباعة عندما يتعبون من المشي بين خيام المصطافين، فإنهم يكتفون بجلسات قصيرة فيما بينهم يتبادلون فيها طرائف اليوم، علهم يبعدون عنهم شبح اليأس والانهزام.
تجد أعينهم بين الفينة والأخرى على مرمى ماء البحر، حيث الأمواج القصيرة تسلب افئدتهم، لكنهم سرعان ما يستبعدون الغوص فيه استجماما، ويفضلون أن يفوزوا من زواره بدراهم معدودة.
بالإضافة إلى هؤلاء الباعة هناك شباب يقدمون خدمات بمقابل على الشاطيء، كذلك الجمال الذي يذهب ويجيء والكل يتبعه بنظراته وخاصة الأطفال الذين يطلبون من ابائهم الفوز بركوب محفوف بالمغامرة فوق ظهر الجمل..وآخرون يحملون اكياسا لتنظيف الشاطيء مما قد يسقط فوق الرمال من بقايا الطعام والحلويات..
عندما تحاول أن تغمض عينيك لتفوز بلحظة استرخاء، فإن صوتين فقط لايمكنك أن تتجاهلهما وأنت على شاطيء مارتيل؛ صراخ الأطفال والمبتدئين ممن ترعشهم لطمات الموج عند أول دخول لهم للسباحة، وصراخ الباعة الذين يطلبون رزقهم ولايملون، كأنهم يعبرون عن عزيمة لاتقهر كعزيمة تلك الأمواج وهي تتقاذف حتى تصل للبر.
وغير بعيد عن شاطيء البحر هناك أيضا حركة تجارية كثيفة ابطالها نساء وشباب المنطقة في الغالب أو القرى المجاورة، الذين يحملون معهم الفواكه الطرية المختلفة ليبيعوها للزوار الذين استوطنوا المدينة لأيام معدودة وسيرحلون بعدها.
إنهم ليسوا سوى باحثون عن لقمة العيش يسرقونها من فم البحر، كم يتمنوا ان تطول إلى أن يقضي الله لهم خيرا منها.
منقول من موقع إسلام أون لاين

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف25/8/07 20:19

    السلام عليكم

    يبدو ان عادل اقلعي مر خسية ليتمتع يشاطئ مرتيل مستجما و كعادته فلت يترك الفرصة دون ان يكتب مقالة متميزة تنبض بحقائق الواقع و الحياة ليزين بها صفحة اسلام اون لاين
    رغم انني اتصفح يوميا هدا الموقع من اولهخ لاخره فلا اعلم كيف لم تقع عهيناي على هدا المقال.

    ردحذف
  2. غير معرف29/8/07 20:01

    أختي بشارة شكرا لك و حفظك الله
    الكل يبحث عن لقمة العيش التي أصبحت صعبة....
    أعرف أحد أسر يشتغل فيها طفل في 6 من عمرهيبيع"الميكا" لمساعدة أسرته .....
    تحياتي

    ردحذف
  3. يحزننا كمغاربة واقعنا المرير لكننا نغار على مغربنا كوطن وأرض ومسقط رأس وهوية
    فأن تكون مغربيا يعني الكثير "صحة وتعليم وسكن" غير لائق وستشترك مع الدول العربية الأخرى لعبة التخلف والتبعية فلا هم أحسن حالا ولا نحن كذلك
    كلنا صرنا لقمة صائغة في أيادي الحقودين على الهوية العربية على مغرب الرباط والمقاومة
    تحياتي الخالصة

    ردحذف

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة