الاثنين، نوفمبر 26، 2007

الاجتهاد في معرفة النفس و أخلاقها


و يجتهد في مراعاة نفسه و معرفة أخلاقها , فإنها الأمارة بالسوء, و لا يغفل عنها و إن تناهى في المعرفة , فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان مراعيا لها, و مستعيذا بالله من شرها. و كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول " ما أنا و نفسي إلا كراعي غنم كلما ضمها من جانب انتشرت من جانب. و قال أبو بكر الوراق(1) " النفس مرائية على جميع الأحوال, منافقة في أكثر الأحوال,مشركة في بعض الأحوال. و قال الواسطي(2) " النفس صنم و النظر إليها شرك, و النظر فيها عبادة. و قيل " مثلها في إبداء الحسن و إخفاء القبيح مثل الجمرة لونها حسن و إنها لتحرق, و إن عوقبت تشوقت للتوبة , و تمنت الأوبة و إن عوفيت ركبت هواها و أعرضت . و قال الله تعالى " و إذا أنعمنا على الإنسان أعرض و نأى بجانبه , و إذا مسه الشر فذو دعاء عريض"(3) وقيل , مثل النفس مثل ماء واقف صاف إن حركته تبين ما تحته من الحمأة(4) و النتن
=================================
(1)محمد بن عمر الحكيم أبو بكر الوراق من ترمذ و رحل إلى بلخ فصحب أحمد بن خضرويه مشهور في أنواع الرياضات و الآداب و المعاملات
(2)محمد بن موسى الواسطي أبو بكر متصوف من كبار أتباع الجنيد, فرغاني الأصل من أهل واسط دخل خراسان و أقام بمرد فمات بها . لم يتكلم أحد مثله في أصول التصوف
له ترجمة في العروسي شرح الرسالة القشيرية ( طبقات الصوفية) طبقات الشعراني
Brock.s.1:357
(3)آية 15 من سورة فصلت
(4)الحمأة, الطين الأسود
===============================
عن كتاب آداب المريدين لأبي نجيب ضياء الدين السهروردي
المولود 490 ه 1097 م
المتوفى 563ه 1167م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة