الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

تشييع جنازة الأستاذ الرباني سيدي محمد العلوي رحمه الله


كانت مدينة مراكش، يوم الثلاثاء 03 ذي الحجة 1429 الموافق لـ2 دجنبر 2008، قبلة العديد من وفود أبناء وبنات العدل والإحسان، جاؤوا من مختلف المدن والقرى، بل منهم من جاء من خارج المغرب، يتقدمهم أعضاء مجلس الإرشاد وأعضاء الأمانة العامة للدائرة السياسية والأستاذ أحمد الملاخ رغم مرضه الشديد وبعض الأطر الحقوقية والثقافية كالأستاذ عبد اللطيف الحاتمي والدكتور محمد ضريف. جاؤوا جميعا لتوديع رجل من الرجال، الذين لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعمروا حياتهم بطاعة الله عز وجل والجهاد في سبيله. إنه سيدي محمد العلوي السليماني عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، ذلك الجبل الشامخ، الذي لا، ولن، تنساه أجيال العدل والإحسان، كل أجيال العدل والإحسان. كيف لا وهو من أول من صحب الأستاذ عبد السلام ياسين حفظه الله، وشاركه في كل المواقف والمحن. كيف لا وهو أحد مؤسسي جماعة العدل والإحسان، وأحد من وضع لبناتها الأولى ورعى بناءها حتى أصبحت صفا مرصوصا بحمد الله، وقد تكبد في سبيل ذلك ظلم الظالمين وتشكيك المشككين، وما بَدَّل وما غيَّر، رحمه الله. "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" [الأحزاب: آية 23].

التقى أبناء وبنات العدل والإحسان، وأقارب سيدي محمد العلوي ومعارفه وأصدقاؤه وجيرانه، في مشهد جليل، يتبادلون التعازي. قلوب حزينة وعيون تدمع في صمت، ومن تكلم منهم لا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل. وبعد أن ساروا في موكب مهيب، حاملين الجثمان الطاهر، من بيته إلى مسجد تركيا بحي جليز، الذي لم يتسع لكل الحاضرين رغم شساعته، جلس الجميع في خشوع لذكر الله عز وجل والدعاء للحبيب سيدي محمد العلوي. لتكون صلاة الجنازة بعد صلاة العصر، وينطلق المشيعون مزفين أخاهم إلى مثواه الأخير، حيث وُوري التراب، رحمه الله رحمة واسعة، في روضة "باب دكالة".

وبينما كانت العيون، وقد زينتها عبرات الحب في الله عز وجل، تلقي نظراتها الأخيرة في هذه الدنيا على جثمان سيدي محمد العلوي، كان للأستاذ محمد العبادي عضو مجلس الإرشاد كلمة مؤثرة زادت من روحانية المشهد، تطرق فيها إلى خصال الرجل وشيمه، الرجل الذي اجتمعت فيه كل أخلاق الإيمان من تواضع وكرم وشهامة وشجاعة ورحمة ورفق وصبر وأناة، كما تميز رحمه الله بالصدق وإخلاص الصحبة والوفاء، وتحدث الأستاذ العبادي عن هذه المكانة الخاصة التي يحظى بها سيدي العلوي في قلوب أبناء وبنات العدل والإحسان، فكل الحاضرين يودون لو يفدونه بأرواحهم ... وإذا كان جسده سيفارقنا –يقول الأستاذ العبادي- فإن روحه وروحانيته العالية لن تفارقنا ... وأن أفضل هدية نقدمها له هي الاقتداء به في ذكره لله عز وجل ودعوته وجهاده ... فالمطلوب، يؤكد الأستاذ العبادي، مواصلة الدعوة إلى الله عز وجل ومواصلة السير على منهاج النبوة، والاتصاف بالغيرة على دين الله عز وجل والدفاع عنه ...

وفي الأخير توجه الأستاذ العبادي بالدعاء لسيدي محمد العلوي بالمقام العالي عند الله عز وجل، ولأهله وأقاربه بالصبر والسلوان، ولكل أموات المسلمين بالرحمة والغفران، وشكر الحاضرين ودعا لهم بالثواب والأجر.

وكعربون وفاء لهذا الشيخ الجليل المجاهد رحمه الله، نقدم مقتطفات من سيرته سائلين الله تعالى أن يلحقنا به ونحن من الصالحين:

* ازداد الأستاذ محمد العلوي السليماني بمراكش سنة 1931.
* متزوج وأب لعشرة أبناء، خمسة ذكور وخمس إناث، وجد لأربع وعشرين حفيدا.
* من أوائل رجال التربية والتعليم في المغرب، تقلد عدة مهمات تربوية وتعليمية، واشتغل مدرسا ثم مديرا لمدة تزيد عن أربعين سنة. وأحيل على التقاعد سنة 1991 أثناء إدارته لمدرسة الإمام الجزولي بمراكش التي استغرقت ثمانية وعشرين سنة.
* ثاني الرجلين اللذين صحبا الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين في جميع مراحل مساره التربوي والدعوي والجهادي إلى جانب الأستاذ أحمد الملاخ.
* من كبار مؤسسي جماعة العدل والإحسان وعضو مجلس إرشادها.
* اعتقل لمدة خمسة عشر شهرا، بدون محاكمة، بدرب مولاي الشريف الشهير سنة 1974 رفقة الأستاذ أحمد الملاخ إثر كتابة وتوزيع "رسالة الإسلام أو الطوفان" التي وجهها الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين نصيحة إلى ملك المغرب الحسن الثاني رحمه الله.
* كما سجن لمدة سنتين رفقة أعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان سنة 1990.
* أشرف على تربية أجيال من شباب الأمة الذين تعلموا منه معاني الصدق والمحبة والوفاء والرجولة.
* رجل صوام قوام ذاكر لله تعالى ولا نزكي على الله أحدا.
* رجل عرف بالبذل والعطاء فكانت حياته كلها لله، فتح بيته كما فتح قلبه للمؤمنين لذكر الله تعالى وتعلم القرآن الكريم والتربية على الأخلاق الحسنة.
* إذا رؤي ذُكر الله وإذا تكلم نصح في الله، وإذا صمت كان صمته حكمة ودمعته رحمة.
* رجل ما بدل ولا غير ولا خاف في الله لومة لائم حتى لقي الله تعالى وهو عنه راض إن شاء سبحانه.

ولنا عودة إلى حفل التأبين قريبا إن شاء الله تعالى.


تاريخ النشر : 03/12/2008
منقول من موقع جماعة العدل و الاحسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة