أخرج الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال, كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب, فقال عمر, يا رسول الله, لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي, فقال النبي صلى الله عليه و سلم, لا و الذي نفسي بيده, حتى أكون أحب إليك من نفسك, فقال عمر, فإنه الآن, و الله لأنت أحب إلي من نفسي, فقال النبي صلى الله عليه و سلم, الآن يا عمر
هنا فرق العلماء بين محبة الطبع التي يجدها كل مسلم و محبة الإختيار التي تأتي نتيجة التفكر و الإستدلال
قال شيخ الإسلام ابن تيمية, ما من مؤمن إلا و يجد في قلبه للرسول من المحبة ما لا يجده لغيره, حتى إذا سمع محبوبا له من أقاربه و أصدقاءه يسب الرسول هان عليه عداوته و مهاجرته , بل و قتله لحب الرسول, و إن لم يفعل ذلك لم يكن مؤمنا
أما الإمام القرطبي فقال, كل من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة, غير أنهم متفاوتون , فمنهم من أخذ من تلك المحبة بالحظ الأوفى, و منهم من أخذ بالحظ الأدنى
و قال الحافظ ابن حجر في جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم " الآن يا عمر" أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر( أي أنه لا يكفي أن نحبه صلى الله عليه و سلم أكثر من أي شيء إلا أنفسنا إن كنا نتطلع إلى الرتبة العليا , بل يجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا) و الله أعلم
و قال بعض الزهاد, جواب عمر أولا كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالإستدلال أن النبي صلى الله عليه و سلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا و الآخرة
أما القاضي عياض, فقد حمل المحبة في هذا الحديث على التعظيم و الإجلال و جعلها شرطا في صحة الإيمان
و يرى الإمام القرطبي أن اعتقاد الأعظمية ليس مستلزما للمحبة, إذ قد يجد الإنسان إعظام شيء مع خلوه من محبته, فعلى هذا , من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه
و يورد ابن حجر في هذا الموضوع على أن هذه المحبة ليست باعتقاد الأعظمية فقط, فإنها حاصلة لعمر رضي الله عنه قبل ذلك. و يضيف أن هذه المحبة تعرف بالتفكر, فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان, علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي , و علم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الإنتفاعات و فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره, لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره, و لكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار ذلك و الغفلة عنها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية, ما من مؤمن إلا و يجد في قلبه للرسول من المحبة ما لا يجده لغيره, حتى إذا سمع محبوبا له من أقاربه و أصدقاءه يسب الرسول هان عليه عداوته و مهاجرته , بل و قتله لحب الرسول, و إن لم يفعل ذلك لم يكن مؤمنا
أما الإمام القرطبي فقال, كل من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة, غير أنهم متفاوتون , فمنهم من أخذ من تلك المحبة بالحظ الأوفى, و منهم من أخذ بالحظ الأدنى
و قال الحافظ ابن حجر في جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم " الآن يا عمر" أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر( أي أنه لا يكفي أن نحبه صلى الله عليه و سلم أكثر من أي شيء إلا أنفسنا إن كنا نتطلع إلى الرتبة العليا , بل يجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا) و الله أعلم
و قال بعض الزهاد, جواب عمر أولا كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالإستدلال أن النبي صلى الله عليه و سلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا و الآخرة
أما القاضي عياض, فقد حمل المحبة في هذا الحديث على التعظيم و الإجلال و جعلها شرطا في صحة الإيمان
و يرى الإمام القرطبي أن اعتقاد الأعظمية ليس مستلزما للمحبة, إذ قد يجد الإنسان إعظام شيء مع خلوه من محبته, فعلى هذا , من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه
و يورد ابن حجر في هذا الموضوع على أن هذه المحبة ليست باعتقاد الأعظمية فقط, فإنها حاصلة لعمر رضي الله عنه قبل ذلك. و يضيف أن هذه المحبة تعرف بالتفكر, فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان, علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي , و علم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الإنتفاعات و فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره, لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره, و لكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار ذلك و الغفلة عنها
اقرأ موضوعا آخر في نفس السياق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق