الاثنين، فبراير 02، 2015

قصة الصحابي الجليل خوات بن جبير مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

حِلْمُ و حِكْمَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة و معالجة الأخطاء

روى خوات بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال: *
كنتُ رجلاً شاعراً في الجاهلية، وكنت أتغزل في شعري بالنساء، وأسامرهم به ..
ثم من الله سبحانه وتعالى علي بالإسلام ، وكنت في المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فخرجنا معه في سفر من أسفاره ـ وأنا حديث عهد بالإسلام ـفلما دنا الليل نادى فذهبت لبعض حاجتي بعيداً عن المعسكر ، فرأيت عدداً من النساء جالسات يتسامرن على ضوء القمر ، فعاد إلى نفسي ما كنت أصنعه قبل إسلامي ،فعرضت عليهن أن أسمعهن شعراً وأسامرهن فرحبن بذلك ـولم يكن من نساء المعسكر ـ وإنما هن من أهل ذلك المكان الذي وقفوا للمبيت فيه، قال : فبينما أنا كذلك ، رأيت على ضوء القمر خيالاً قادماً من تلك الجهة ، فإذا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكان من عادته إذا أراد الخلاء أن يبتعد ,فلما رأيته اضطربت ونهضت من مكاني فرآني ، فناداني وسألني عن سبب وجودي في ذلك المكان ،
فقلت له : بعير لي شرد فأنا أسأل ـ هؤلاء النسوة عنه ، فابتسم لي صلى الله عليه وسلم ،
وانصرفنا إلى المعسكر وبي من الهم والحياء ما لا قبل لي بوصفه .
قال خوات :فوالله ما رآني رسول الله في سفرنا ذلك حتى رجعنا إلى المدينة إلا وسألني مبتسماً :أبا عبد الله ما فعل شراد بعيرك ؟ حتى صرت أتحاشى أن أقابل رسول الله عليه الصلاة والسلام هرباً من سؤاله ،وكنت أترقب خروجه من المسجد لأدخل إليه ، فجئت يوماً إلى المسجد وليس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكبرت للصلاة فما بدأت قراءة الفاتحة حتى دخل صلى الله عليه وسلم من إحدى حجره إلى المسجد ،فقلت في نفسي لأطيلن صلاتي حتى يخرج خشية سؤاله ، فصلى عليه الصلاة والسلام ركعتين خفيفتين وجلس فلما رآني أطلت الصلاة قال :أبا عبد الله أطل ما شئت فإني جالس ـأو كما قال عليه السلام ـ
قال : فأكملت صلاتي وأقبلت عليه بوجهي فقال له : مبتسماً : أبا عبد الله ، ما فعل شراد بعيرك ؟ فقلت له : فوالذي بعثك بالحق ما شرد بعيري منذ أن آمنت بما جئت يه يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم(،قال : فابتسم ودعا لي بخير .
    * رواه الحافظ بن حجر في الاصابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقرأ أيضا

أوقفوا المحاكمات الصورية
ملف الأخت حياة